الأحد، 29 أغسطس 2010

سالم المساهلي : في مضيق السّؤال 01 جويلية 2010


سالم المساهلي / كاتب وشاعر عربي من تونس
أستاذ تعليم ومنتج بإذاعة الكاف التونسية
من مواليد 1962 بمدينة تالة من ولاية القصرين بتونس
اشتغل بالارشاد البيداغوجي وهو حاليا رئيس فرع اتحاد الكتاب بالشمال الغربي بتونس .
أصدر {شعرا}
ـ أشواق الخيل {عن اتحاد الكتاب التونسيين / فرع بنزرت {2001}
ـ ماذا لو يبوح النخل ؟ عن اتحاد الكتاب أيضا {2003}
ـ حديث البلاد .. على النفقة الخاصة {2005}
ـ انعتاق على النفقة الخاصة {2007}
ـ كبرياء التراب { شعر 2009}
مسرحا :
ـ أوبيرات {المحكيات } 2007
نقدا :
ـ مقاربات نقدية في الأدب التونسي المعاصر {تأليف جماعي}
ـ فكر إسلامي : تجديد التفكير { 2009}
ـ يشارك في الملتقيات المحلية والعربية { آخرها مهرجان الشعر العربي بالقاهرة 2006}
ينشر نصوصه بالدوريات المحلية والعربية كمجلة الآداب والفيصل وجريدة العرب العالمية والزمان ..
البريد الإلكتروني : salemsehli@yahoo.fr
الصفحة الشخصية : salemsehli.maktoobblog.com
http://www.facebook.com/salemsehli?ref=profile
+216 97 871 281: الهاتف الجوال

**********************************************
**********************************************
**********************************************
في مَضِيق السّؤال

سلام على السّادة العاكفين على سهوهم ..
يغسلون العبارات من لوثة الانفعال..
لتبدو المواقفُ بيضاءَ..
لا لبس فيها.. ولا لونَ لا طعمَ لا رائحَه..
وكيْ لا يقال .. كذا أو.. كذا ..
فنفقدَ موقعنا في "الحيادِ"
وعيشتنا الآمنه
...........................
سلام علينا ..نلوذ " بحكمتنا " في الوهن ..
ونصمُت في عزّ أوجاعنا ..
كأن الزياتين ما أرضعتنا ..
ولا صَاغنا النّخل أعلىَ ..
ولا حمحَمت خيلُنا في الزّمن
..........................
*********************************
أما آن للآمرين "الرّعاة" انتباهٌ ..
لهذا اليباب الرّجيم ... ؟
مدًى من كلام ... ووعد .. وبيع ... وصمت ...
مدًى من عذاب .. وصبر .. وفرّ ...
.. ويأس .. وموت ..
ويُلقون في سمعنا كلّ حين ..
صنوف التآويل والممكنات التي ..
لم تزل في الخيال ..
لنفهمها ـ بالسياسة ـ :
" أن العدالة والحق والانعتاق ...
وأن الكرامة .. والأرضَ ..
ليست ثوابتَ في عالم عولميّ ...
يجدّد أثوابه كلّ حين ..
وأن الكياسة تقضي بنزع الرّداء القديم
وفتح المجال ..بصدر خليّ من المُسبقاتِ ..
كذاك التراثِ العقيم .. وتلك الحروب ..
وأنشودة الثأر ..

**********************************
هذا صميم الحداثه ..
وكم قد أضعنا من العمر في الأمنيات ...
ولسنا على أهبة كي نعيد الزّمان
ونحيي الموات ...وما فات مات .. "
............................
فيا لك يا عمرنا من غريبٍ
ولا أفق يحميك من لسَعات السؤال
ولا موت أشرف ..ينجيك من ميتة بائسه
تقطُع نفسك نبضا فنبضا ..
وجرحا فجرحا ..
على نبأ عاجل مكفهرّ ..
و لاشيء يبدو ..
نموت هنا كل حين ..ولكننا لا نموت ...
نذوق المواجع صنفا فصنفا
ولكننا لا نُفيق ...
..........................
إلهي .. أما آن أن يطلع الحلمُ
في أعين أربكتها الكروب ..؟

ولم يبق غيرُك مأمن أوجاعها
يا شفاء القلوب ..
أغث جرحهم ..
فقد زفهم إخوة للغياب ..
ولم يستحوا ..
فألقَوا بهم في الغيابات .. تحت الجدار ..
ولم يستحوا ..
طاردوا الغيم والشمس والطير في أرضهم
ولم يستحوا ..
................
أمولايَ إنّا نخَافُ ..
إذا دمدم اليأس فيهم ..
ولم يبق من دمعهم غيرُ لفح الهجير ..
تموت الأماني ..
وينتحر الشوق في عزمهم ..
ويظلم وعدُ الدروب ..
أمولاي تهنا ...
ولم نجتنِ غير أوجاعنا .. في الزّحام ..
*****************************
أمولاي لم ندّخر للمسافاتِ ..
غيرَ الكلام ..
لقد ضيّعونا ..
قطيعا بلا وجهةٍ .. في الظلام ..
وأمضَوا مع الذئب عهد الأمانِ
لنخلد للصّمت .. وفق السلام ..
وقد زيّفوا كل شيء ..
وهم وضعوا في ربوع البلاد عيونا ..
تسبّح باسم الوثن ..
وتُوهمنا أنه الأوّل الآخر الظاهر الباطن
الواهب الرّازق المؤتمن ..
ولكنّنا كافرون بجنّاته ،
مؤمنون بنار العذابات في أغنيات الوطن
................
أمولاي ضجّت حناجرنا بالدّعاء ..
وهذي الجموع الغفيرة ُ تركع في كل حين
تكرّر نفس الرجاء ..
يقولون :" يا ربّنا دمّر الغاصبين
*****************************
وزلزل عروشهم الظالمه ..
وحرّر بلاد العروبة والمجد
و الحكمة البالغه .."
يحوم الدّعاء ثقيلا .. يراوح أفق المكان ..
ويسقط فوق الشفاه ..وبين اليديْن ..
حروفا مضرجة ً بالجفاف ..
مبعثرة ً.. هامده ..
...............
أمولاي إنّا ضَللنا...
ولكنّ وجداننا لم يضِل
هي النفس ضاقت
ولكن إصرارها لم يزَل
كذا الحبّ يهدي إلى الممكناتِ ..
ويخرق منطقنا المختزل ..
فأيّد مشاعرنا يا إلهي ..
نرَ الحقّ أعلى وأجلى وأبهى ..
بذلك يندمل الجرحُ ..تحيا الحياةُ ..
**************************
ولا يفلح السجنُ والقتلُ
في محْو وجه الجريمةِ / وجه الحقيقةِ ..
أو طمس وعدِ الشهيد البطل ..
ستحيا البلادُ إذن ..
ستحيا بأعيننا والقلوب ..
نروّي مواعيدها بالكفاح
ونزرع في مقلتيها الأمل ..

العرب الثقافي : جويلية 2010

هناك تعليقان (2):

  1. قصيدة رائعة حقا. شكرا للشاعر المبدع سالم المساهلي، و شكرا لهذه الصفحة على إعطائنا فرصة لقراءة جيّد الشعر.

    ردحذف
  2. الأستاذ والكاتب المبدع عبد الله بن يونس ... أشكر لك دعمك وتقديرك وتشجيعك ... كما أحيي هذا الفضاء البديع على إتاحة هذه الفرصة للقائنا الذي أرجو أن يتوطد ويستمرّ ... من أجل الصدق والمعنى ...
    ولك الحضور الدائم ..مبدعا عالي المقام

    ردحذف